الخميس، 5 أبريل 2012

هل انحرفنا عن مفهوم الاحتراف


كرة القَدم رياضة تمارس منذ القِدم، ويقال انها بدأت في الصين قبل ٢٥٠٠ عام، وانتشرت وتطورت من شكل الى آخر ومن نظام الى الى نظام، ولكه يمكننا ان نُثبّت القرن الثامن عشر.. بأنه بداية تأسيس كرة القدم الحديثة التي تُمارَس بشكلها الحالي، وقد بدأت مظاهر الاحتراف في انجلترا عام ١٨٨٥، وهو بداية كتابة التشريع للاحتراف في عالم الكرة، وبدأ ذلك التشريع يتمدد وينتشر الى بقاع الارض حتى يومنا هذا.

ونستنتج من هذه المقدمة ان كرة القدم بدأت بالتطور والتغير تدريجياً، والاحتراف المطبق الآن في العالم المتقدم بكرة القدم مر بتجارب عديدة ومراحل اوصلتهم الى هذه المرحلة، زد على ذلك النظام الاقتصادي السائد والذي له تأثيره المباشر على الاحتراف ، وكذلك بعض الممارسات الاخرى كنظام المراهنات وغيرها.

اما الاحتراف في دولة الامارات فكما هو ظاهر للجميع بان تطبيق الاحتراف جاء مواكباً للمعايير التي اطلقها الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، التي تؤهل الفرق المحترفة المشاركة في منافسات الاندية الاسيوية، وهناك اهدافاً اخرى متمثلة في الارتقاء بالمستوى الفني للاعبين وللعبة بشكلٍ عام في دولة الامارات.

ولو تأملنا الهدف الاول ومدى تحقيقه لوجدنا اننا حققناه بامتياز وسُمح لنا بالمشاركة في البطولات الاسيوية، ولكن في المقابل تكلفنا الكثير من المال و الجهد الذي بُذل في تحقيق هذا الهدف او هذه الرغبة، واعتقد انه خلال الخمس سنوات الماضية تم صرف مبالغ فاقت نفقات سنوات مضت للعمل الرياضي.

اما الجانب الآخر وهو رفع المستوى الفني، فقد تحقق جزئيا ولم يواكب ايضاً قيمة المبالغ المالية التي صرفت على تحقيقه، نعم قد تم تحقيق تغيير فكري وفني في ممارسات كرة القدم وانعكس ذلك على تغيير في مفهوم كرة القدم ، ولكنه لا يرقى الى ان يكون قد تحقق ما نصبوا له ونهدف اليه وهو تحقيق المستوى الفني العالي الذي يؤهلنا لان نكون في مرتبة اعلى من المرتبة التي نبوأها في سلم تصيف اللاتحاد الدولي لكرة القدم.
  • ويمكننا ارجاع عدم تحقيق الاهداف بالشكل المطلوب الى عدة عوامل:
  • الاستعجال في تطبيق معايير الاتحاد الاسيوي لكرة القدم.
  • عدم وجود الارضية المناسبة السليمة لتطبيق الاحتراف.
  • ضعف العمل المؤسسي في المؤسسات رياضية.
  • اعتماد مشركات كرة القدم على الدعم الحكومي المباشر لها
  • عدم اهلية الاجهزة الادارية واللاعبين للبيئة الاحترافية
  • عدم وضوح مراحل تطبيق الاحتراف ووضوح اهدافها المحققة
  • عدم وجود تقييم لكل مرحلة من المراحل والاجراءات التحسينية.
قد يقول البعض بان الدوري الاماراتي جيد واللاعبين مستواياتهم مرتفعة بعكس ما طُرح هنا او الذي يُطرح على الساحة، ونقول نعم قد يكون ذلك ونحن لا ننكر ان المستويات الفنية قد تغيرت وبدأنا نرى بعض المواهب قد اثبتت كفاءتها ولكن هذا لا يكفي ولو قمنا بتلخيص ما جنيناه خلال الفترة الماضية على مستوى لعبة كرة القدم سنجد الآتي:

  • مستوى فني عادي ومتذبذب لدى كل فرق كرة القدم.
  • فرق كبيرة الدعم المالي تصدرت القائمة وقليلة الدعم نزلت الى اسفل الجدول
  • لا يوجد مستوى فني ثابت.
  • مستوى تحكيمي متذبذب.
  • كثرة الهجرة الداخلية للاعبين وخاصة من الفرق قليلة الموارد المالية.
  • مصروفات كبيرة ارهقت موازنات الفرق واثرت على مستوى الالعاب الرياضية الاخرى.
  • انشاء شركات لكرة القدم صورية ولكنها متوافقة مع المعايير الاسيوية .

لقد اخذنا في تطبيقنا للاحتراف الجواب الشكلية للادارة بالاضافة الى عقود اللاعبين، وتركنا الجوانب الاخرى مثل ايجاد احتراف اداري فعلي متمثل في ادارات اللاندية والمسئولين التنفيذيين المتخصصين في تطوير جوانب العمل الرياضي للاحتراف وتطوير العمل الايرادات المالية وتطوير العمل الاداري المتمثل في العمليات اليومية الداعمة فنياً للفرق الرياضية.

كما انه لم يتم تأهيل اللاعبين فكريا لدخول هذه المرحلة الجديدة من حياتهم، بالاضافة الى تأهيل وضع معايير لمدراء اعمال اللاعبين كالشهادة العلمية والمعارف التظيمية الاخرى والتزاماتهم تجاه اللاعبين والاندية، وهناك العديد من الامور التي لابد وان تؤخذ بعين الاعتبار.

ونضيف كذلك جانب آخر مرتبط بكرة القدم وهو الاحتراف الاعلامي، فلابد من عدم اغفال هذا الجانب وتأهيل الاعلاميين المتعاملين مع كرة القدم والرياضة دون فتح الباب لكل شخص غير محترف، وخاصة في مجال الصحافة والبرامج الرياضية التفزيونية، وكيفية التعامل مع القضايا الرياضة والازمات وغيرها، ويجب ان يتعرف الاعلامي على الاهداف الموضوعة من قبل المؤسسات الراعية للرياضة بوضوح وعلى الخطط التي نسعى لتنفيذها وتطبيقها على الواقع، والذي نسعى من خلاله الى تطوير كرة القدم.

هناك جانب آخر لابد والاشارة له وهو تقييم الاعمال التي انجزناها، ووضع المؤشرات اللازمة لقياس النجاح او غيره، وارى ان المؤشرات التالية قد تساعد على تلمس والمضي من خلاله للوصل للهدف المنشود:

  • تحقيق نتائج ملموسة على المستويين القاري والعالمي (تفوق ما تحقق سابقاً).
  • زيادة الاقبال الجماهيري على حضور المباريات.
  • تحقيق نتائج ملموسة على مستوى المنتخبات الوطنية (تفوق ما تحقق سابقاً)
  • احترافية وتخصص الادارات التنفيذية في الاندية وشركات كرة القدم

واخيراً فان الاحتراف الرياضي مطلب يجب تحقيقه والعمل على زيادة فاعليته وتطويره بما يكفل لنا التواجد في المحافل الرياضية العالمية، وبما يكفل لنا الحصول على البطولات المختلفة اقليميا وعالمياً، لان الرياضة صارت جزء من منظومة العولمة التي تربط شعوب العالم يعضها ببعض وجزء من تقدم الامم وتعزيز مكانتها.

نتمنى التوفيق والسداد لكل رياضي وكل داعم للرياضة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق