الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

تجربتي البرلمانية..

بداية يشرفني ان اقدم لكم اخواني بناء على طلبكم تجربتي البرلمانية خلال الاربع سنوات الماضية، والتي اكتبها بشفافية و بكل صدق وامانة، متمنياً من اي شخص يريد ان يستفسر عن اية نقطة ذكرت هنا او لم تذكر ان لا يتردد في ارسالها لي من خلال التعقيب على الموضوع او من خلال تويتر.

قضيت اربعة سنوات في المجلس الوطني الاتحادي، بين لجانه وبين جلساته، و تبنيت العديد من الموضوعات المهمة كموضوع الامن الغذائي وارتفاع الاسعار وقروض المواطنين وغيرها ، ووجهت العديد من الاسئلة الى الاخوة الوزراء واقترحت بعض الاقتراحات التي تبناها المجلس وكان انعكاسها طيب على اداء المجلس و... و... 
استفدت الكثير من وجودي في المجلس، دخلت في عالم آخر من العمل لم امارسه من قبل، اطلعت على المعلومة التي كانت تحجب عني في الماضي، ناقشت الحكومة بكل اريحية وبكل اطمئنان، وتعرفت على كيفية صياغة القرارات المهمة والحيوية ، اختلطت وتناقشت مع صانعي القرار مباشرة في الدولة، تعرفت على ثقافات اخرى من خلال تواصلي البرلماني مع البرلمانات الخارجية، خلال الارعة سنوات بلغت درجة مناسبة من النضوج السياسي وكيفية الحكم على الامور بشكل متأني وشامل.
بالاضافة الى استفادة شخصية من خلال المكانة الاجتماعية التي يحظى بها العضو وخاصة المنتخب حيث يعتبر ممثل الشعب الحقيقي.

ولكنني في الواقع كان بداخلي احساس يجعلني غير راضي عن النتائج وان كانت نتائج جيدة نوعاً ما، حَرَكتْ العديد من الامور مثل قضايا التعليم او الصحة او البيئة والاسكان والقضايا المجتمعية الاخرى.

كان الهاجس الذي يقلقني دائما هو هل قامت الوزارات المختصة بتنفيذ التوصيات التي وافقعليها المجلس و الحكومة ام لا؟ وكنت دائما اتواصل مع رئاسة المجلس بخصوص متابعة تلك التوصيات لانها كانت توصيات مهمة وافقت عليها السلطتين وتبنتها السلطتين وتهم امواطنين بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.. فماذا تم بشأنها؟؟

المجلس الوطني من خلال اعضاءه السابقين قدموا الكثير والمتتبع لاداء المجلس سيجد ان هناك انجازات عديدة قدمها الاعضاء، فلو اخذنها كأرقام نجدها تفوق انجازات المجالس التي سبقته، ولكنها وللاسف لم ترتقي الى شيء مهم جدا وهو الفعالية، التي كانت مرتبطة بالخطوات التنفيذية للحكومة متمثلة بالوزارات وبالوزراء انفسهم ودرجة اقتناعهم بها ودرجة تبنيها وتنفيذها..
ايضا هناك نقطة مهمة اثرت بشكل مباشر على تطلعات المواطنين بالنسبة للمجلس الوطني السابق .. وهي درجة التسويق العالية للانتخابات التي صاحبت الاعلان عن الانتخابات من بعد خطاب التمكين عام ٢٠٠٥ والتي رفعت درجة الحماس لدى المواطنين ورفعت تطلعاتهم وطموحاتهم الى مستوىٍ مرتفعٍ جداً، خاصة ان اقبال الناخين على المشاركة في عملية الانتخاب وعدد الناخبين عكست مدى رضاعهم وقبولهم لها.

الطموحات عالية، ورؤية القائد واضحة والكل يسعى ولكن بطرق مختلفة وغير منتظمة وفي اتجاهات مختلفة لتحقيق تلك الطموحات.. فتفاجأ الاعضاء السابقين بالواقع الذي يحكم العمل البرلماني فكانت الحصيلة.. عمل كثير وتوصيات متعددة ولكنها لا ترتقي وطموحات المواطنين ولا صور التي رسمومها في مخيلتهم عن المجلس .

كما انه لا ينبغي ان نرمي الكرة في ملعب الاعضاء السابقين فقط، فهناك شركاء لهم في هذه العملية هم الموطنين انفسهم الذين لا يتابعون ما يحدث في المجلس ولا يعرفون الكثير من انجازات والاعمال التي كان الاعضاء يقومون بها على المستوى الداخلي او على المستوى الخارجي لا من حيث النوع ولا العدد، فكانت الانتقادات عامة وبدرجة اساسية على امتيازات عضو المجلس ، وايضا تعبر بدرجة كبيرة عن الاحباط الناتج عن رفع الوتيرة قبل الانتخابات ونتائج الاعمال اي لم تغير في الواقع.
بالاضافة الى الاهتمام الاعلامي الضعيف وغير المقبول ، وكنا نتساءل دائما لماذا لا يتم ابراز نقاشات المجلس وجلساته بشكل اكثر ايجابية واكثر تعمقاً وشفافية؟ لماذا لا يتم نقل جلسات المجلس او اذاعة تقرير مفصل عن الجلسات ليتعرف الناخبين على اداء المجلس والاعضاء؟ ناهيك عن البعض الذين كانوا يوجهون انتقاداتهم من خلال اقلامهم دون التواصل والتعرف على الحقيقة وخاصة انهم لم يكلفوا انفسهم الوصول الى قاعات المجلس والتعرف على ما بداخله.....!!!!!!!؟
للعلم وللامانة فان المجلس وبكامل اعضاءه كانوا يشعرون بما حولهم وبتذمر المواطنين، فانعكس ذلك على مناقشاتهم وحدة بعضهم في المناقشة، ولكنهم في نفس الوقت لا يستطيعون تجاوز الحدود التي رسمها لهم الدستور واللائحة الداخلية للمجلس.

نصيحتي لكم
انصحكم اخواني الافاضل كنتم مرشحين او ناخبين بان توجهوا انظاركم لنجاح ممارستنا الديمقراطيه دون الالتفات للانتقادات او السلبيات، وبعد الدخول الى المجلس في دورته الجديده ان يكون هدفكم التعاون مع الحكومة لبناء منظومة ديمقراطية تتناسب ومجتمعنا وتوجهاتنا وتوجهات قيادتنا.
كما انصح بمتابعة توصيات المجلس السابق، لانها تصب في نفس مصب المصلحة والعامة التي رشحتم انفسكم من اجلها.
كما اتمنى ان تقوم الوزارة بالتعاون مع الاعلام بشكل افضل وخاصة التلفزيون والاذاعة لان الصحافة تقوم بدورها بشكل مقبول، لرفع وتيرة المشاركة وتحميس المواطنين على اثراء هذه الممارسة. 

والله الموفق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق