السبت، 21 فبراير 2015

رحلتي الى مدينتي الجميلة .. اسطنبول


يمكن تكون زيارتي المئة الى اسطنبول، المدينة اللي حبيتها وعشقت الحياة فيها، يمكن لان هذه المدينة تبعدني عن الكثير من منغصات الحياة والضغوط اللي تواجهني في حياتي اليومية كان العمل او المجتمع وحتى مسئولية الاسرة.
البعض يقول لي ان التعامل مع الاتراك اصحاب التعامل الخشن و المزاج المتقلب (في بعض الاحيان) اصعب من ضغوط الحياة اللي تواجهك، اقول نعم !! لو تداخلت وياهم في حياتهم يمكن تواجهني هذه المشاكل ، ولكن النعمة في اني ما اعرف اتكلم وياهم ولا هم يفهمون كلامي، وخلال فترة زيارتي وخاصة لما اسافر بروحي (لوحدي) مب ويا حد.. فخلال هذه الفترة احسن براحة عجيبة لاني ما اتكلم مع اي شخص الا نادرا في الفندق او في المطعم، وهذا يخليني صافي الفكر وقليل التفكير والتفكر، واقضي يومي في المشي والتفرج على المحلات والناس والاثار وغيرها.
اسطنبول عشق قديم، من قبل ما اسافر لها ومن قبل ما اشوفها تعرفت عليها من خلال كلام اخويه لي، و اللي زارها ونقل لي صور جميله كان من خلال الكلمات او من خلال الصور وفيلم الفيديو اللي صوره وعرضه علينا في البيت.
كانت مناظر خلابه وجميله، المياه والمساحات الخضراء والثلوج والتلال والجبال ..  شيء لا يوصف، انرسم كل هذا في مخيلتي وفي مخي، واول ما قررت ان اسافر الى اسطنبول كان اثناء سنوات الدراسة الاولى مع الربع (الاصدقاء) وقضينا اجمل واحلى الاوقات.
ولكن شو اللي يبهرني او يعجبني في هذه المدينة؟؟ طبعا غير العراقة والاصالة والطبيعة الخلابة لضواحيها وطبيعتها، يعجبني المطبخ التركي المتميز باكلاته المختلفة والمتنوعة ذات الطابع المختلف عن جميع المطابخ في العالم، لانه متنوع ويتناسب مع جميع الاذواق والثقافات، بصراحة تعذبت لما زرت اسطنبول في رمضان، نعم تعذبت وانا امر على المطاعم والكافتيريات واشوف المعروض من المخبوزات والحلويات واللحوم (امممممم) .. وما اقدر اكل، لاني صايم والصايم لازم يصبر .
الشي الثاني اللي احبه في اسطنبول ما دام انك ماشي في حالك محد يكلمك او يتحرش فيك، الكل ملتهي في دنياه، مثلا اركب المترو واتنقل من محطه الى محطة ولا اسمع اي كلمة من احد ولا نظرة ولا شي، وهذا يخليني كأني جزء من المجتمع مب غريب عنه، البعض يقول لي انه تعرض لمضايقات من البعض، ولكني انا شخصيا ما تعرضت لمضاياقات تذكر، يمكن في التكسي بعض الاحيان تكون المعاملة و بعض اللواته (محاولة النصب) ولكن اعرف كيف اتعامل وياهم وفي المقابل سائق التكسي ما يقدر يسوي شي بس تسمعه يتحرطم ويرطن بروحه.
نرجع لاسطنبول الجميله اللي تمتاز بحياتها النهارية والليلة، في مطاعمها او في شارع الاستقلال العجيب اللي ما تموت فيه الحياة ابدا ، يمكن تقل في ساعات الفجر الاولى ولكنها ما تموت ابد، والاستقلال هذا قصة اخرى ولو تكلمت عنه ما بيخلص الكلام.
اسطنبول بلد قديم وحديث، قديم باصالته وحديث بثقافته الاوروبية اللي يسعى الاتراك لتقمصها وخاصة في المدينة بعكس القرى اللي تختلف عن المدن.
اسطنبول قبل ٢٠ سنة مثلا كانت متلوثة والنظافة مستواها متدني وحتى الخدمة في الفنادق شو اقول لكم عنها (تعبانه) لا اسلوب ولا معامله، اختلفت كليا الان بعد نقل الملوثات مثل مصانع الجلود الى خارج المدينة وتم تمديد شبكات الغاز الطبيعي بدل الخشب والفحم وتدريب وتأهيل كل من يشاغل في مجال السياحة والفنادق وبعد تم تغيير التكاسي والباصات وتطويرها وتحديثها وتزويدها بالغاز بدل البترول، فتغيرت هذه المدينة وتطورت واصبحت فعلا مدينة عصرية الواحد يحب يعيش فيها ويزورها دايما.
انا الحين يالس في بهو فندق ريديسون بلو في منطقة شيشلي اكتب هذا المقال واتلذذ بشرب القهوة التركية وكيكة الجبن اللذيذة، والجو خارج الفندق بارد وفرش ويفرفش ، وحولي في الكوفي الاجانب و الاتراك يالسين يتكلمون بروحهم وفي حالهم ولا تواصل بينا  لا بالعين او بالكلام، عالم آخر نعيشه في هدؤ وسكينه، ولكن اسطنبول مستمر في الحياه .. ليل ونهار ..
وتحياتي    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق