يتغنى الكثير من الناس بالمبادئ والقيم التي يعتمد عليها (كما يدعي) في مسيرته العملية وفي حياته الاسرية والمجتمعية، ويدافع عنها (كلاميا) ويمجدها ولا يسمح ان يقترب منها احد او يشكك فيها، خاصة اذا كانت مقرونة بالاعتقاد الديني او الاعراف المجتمعية.
وعندما تبرز المصالح امام هؤلاء يتغاضون عن تلك المبادئ وتلك الاعراف لتحقيق الغايات الشخصية التي تزيح كافة اشكال الموانع وتكاد القيم والمبادئ تتلاشى امام مغريات المصلحة التي تشبع رغباتهم.
وكم نصادف من مواقف خلال حياتنا يتخلى فيها المرء عن مبادئه امام المغريات التي وقف ضدها في يوم ما، متعامياً عن ذلك ومقدما مصالحه الشخصية ليتبنى موقفا جديدا يبرر فيه صحة ما كان يعتبره في وقتٍ ما ، ضد مبادئه ويسعى الى الاستفادة منه ليثبت (فعليا) ان الغاية تبرر الوسيلة دون اكتراث، واذا طُرحت امامه المُثل والاخلاق رأيته شخصا مختلفا.
ان من يؤمن بأن الله لابد وان يعلم، لن يحصل اكثر مما قُدر له، وان لا يحيد عن مكارم الاخلاق وطريق الصواب الذي لا يختلف عليه اثنان ولا يكون وجهان لعملة واحدة من اجل مصالح دنيوية قد تكون حجر عثرة امامه في المستقبل.