الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

ننسجم مع الدور..

ننسجم مع الدور..

يقوم البعض بتأدية ادواراً مختلفة عن واقعهم وشخصياتهم وتربيتهم ومبادءهم التي تربوا عليها، من اجل المال او من اجل المنصب او ارضاءً لبعض الاشخاص المؤثرين في حياتهم، فنجد البعض يكذب ويفعل المنكرات وينافق ويداهن ، ولكنه في خارج هذا الايطار (في البيت او في المسجد) نجده مختلفاً عن تلك الحالة، وخاصه مع عائلته او مع ما دون مستواه واصدقاءه في بعض الاحيان.
وقد يتأثر هذا الشخص وتتغير شخصيته وحالته مع مرور الزمن وبتكرار هذه التصرفات .. تصبح  جزءً من حياته ومن سلوكه.

مرة بعد اخرى بتكرار ادواراً معينة في حياتنا من اجل مصلحة ما او جزءً من حياة نعيشها .. او جزء من طقوساً نتبعها او جزء من سلوك اجتماعي يمر علينا يوميا .. او استنفاع ما .. من وراء ذلك.

في مجتمهنا الاماراتي قد نشاهد مثل هذه الصور ، وننعتها بالشخصيات المنافقة او الشخصيات التي تسعى لمصلحتها (مصلحجيه) دون ابداء اي اعتبار لقيم مجتمعية او لواعز ديني يردعها، فتراها تعودت على ذلك التلون وتتغير شخصيتها بتغير البيئة التي توجد فيه.

قصة
ساقول لكم قصة حقيقية تترجم هذه التصرفات من خلال الواقع..، لقد شاءت الاقدار ان اتعرف على احد الشباب العرب من خلال نادي صحي في احد الفنادق في دبي، لتأدية التمارين الرياضية، وكان هذا شاب يعمل مدربا في النادي ، وفي المساء كان يعمل حارساً امنياً في الملهى الليلي بنفس الفندق نظرا لبنيانه الجسماني .. وكان هذا الشاب ملتزماً ديناً وخلقاً، وكنت اراه دائما يقرأ القرآن عندي دخولي للنادي، وبعدها انقطعتُ عن هذا النادي .. وفي يوم من الايام جاءني هذا الشاب وقال لي اريدك في خدمة، ولكنه تغير وبدأت اثار السهر وتغير جسمه الرياضي الى جسم مترهل، وشكله لا يوحي بخير .. ولكنه طلب مني ان اشهد على زواجه !! قلت له خير ما فعلت وان متوجس منه .. وذهبت معه الى القاضي في المحكمة (القديمه بشارع ال مكتوم) وكانت خلفنا فتاة لم اعرها اهتماماً، ولم اتوقع انها العروس، فقلت له ونحن في طريقنا "وين المدام" ، فنظر خلفه وقال هذه المدام تعالي .. تفاجأت بها من خلال شكلها "رقاصه" وشكلها يعني .. شو اقول لكم .. باين انها .. الله يستر عليها وعلينا وعلى جميع المسلمين، قلت في نفسي يا الله خلنا نخلص .. دخلنا على القاضي .. وتم الزواج .
 فلو نظرنا الى هذا الشاب .. اشتغل حارس لهذه الرقاصة وكان يدافع عنها على الرغم من انه كان ما يتقرب من هذه الفئات ولكنه اشتغل في مكان موبوء وحاول ان يرضي اللي ساعدوه في الوظيفة، وبدأ يتخلق باخلاق الملهي وبالتالي انجرف مع التيار.. ووصل الى ما وصل اليه..

خاتمة ونصيحة
ختاماً اتمنى الا ننجذب وراء شهواتنا الدنيوية ، وندوس على قيمنا ونقول ستكون هذه الاولي والاخيرة، فالارزاق مقسومة ستأتيك غصباً عن اي مخلوق لانها رزقك وقدرك الذي قُدر لك، وتكرار هذه الاعمال وتقمص الادوار قد تكون جزأً من شخصيتك وذاتك فلن تستطيع التخلص منها بعد تكرارها وبعد الانسجام معها، فتكون نهايتك اما سعيدة او تعيسة، فنسأل الله العافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق