قنوات المعرفة (تاريخي)
كانت المعرفة في سابق محدودة جداً نظراً لمحدودية انتشارها، فكانت المعرفة تنقل عن طريق التواصل الشخصي بالدرجة الاولى من خلال رجال الدين والحكماء وغيرهم، وكان عددهم محدود واسماءهم معروفه للجميع تقريبا، هذا بالاضافة لندرة الكتب الكتب والمراجع بسبب بدائية اساليب النسخ والنشر، فازدهر الاتصال الشخصي المباشر، وكانت المعرفة ضمنية في عقول الناس اكثر منها صريحة موثقة في الكتب ووسائل النشر والعرض الاخرى.
بعد اكتشاف الطباعة وثورتها، كان هناك ازدهاراً كبيرا للنشر المعرفي، فزاد عدد المؤلفين وانتشرت المطابع وتطورت وسائل الطباعة وتعددت، فكان حفظ المعلومات خلال الخمسين او الستين سنة الماضية فاق باقي سنوات البشرية باضعاف مضاعفة عما كان موجوداً ، وجاءت ثورة الاتصالات والحفظ الالكتروني وتداول المعلومات عن طريق شبكة الانترنت بالاضافة الى وسائل الاعلام، الى ثورة حقيقة لانتشار المعرفة على اوسع نطاق وتداولها بين الناس بشكل سريع وسهل وبدون تكاليف باهضة الثمن.
من هو التابع؟
هو الذي يتبع آخرين بشكل اعمى او شبه اعمى، التبعية هنا فكرية اكثر مما تكون مادية وما شابهها، بحيث ان التابع لا يفكر ولا يقرر الا من خلال فكر وتوجيهات وافكار المتبوع.
من هو المتبوع؟
المتبوع هو الشخص الذي يحمل معرفة وافكار في مجال معين او في مجالات مختلفة تهم التابع وتتدخل مع اولويات حياته، وتؤثر على تصرفاته وسلوكه وتفكيره بصورة مباشرة او غير مباشرة.
هل يوجد تابع ومتبوع في عصر المعرفة؟
في عصر المعرفة او عصر العولمة من المفترض ان تختفي ظاهرة التبعية الفكرية وخاصة في الحياة العامة الا في بعض الحدود الضيقة جداً (العقائدية او الفكرية البحتة)، وخاصة اذا ما دخلت في خلافات او اختلافات في الرأي مع آخرين يعيشون معنا على هذه الارض، لان المعرفة في وقتنا الحاضر متاحة جداً ومختلفة المصادر والقنوات، وسهولة الحصول عليها في كل الاوقات وفي معظم الاماكن، وبالتالي فانه لابد من البحث عنها وتداولها دون عصبية.
ماذا يجب ان نفعل ؟
في خضم هذا الكم الهائل من المعلومات والمعرفة وتعدد مصادرها وتنوع علومها، يجب علينا القراءة والاطلاع في مختلفة المجالات، كما يجب البحث والتحقق من الامور التي يلتبس علينا فهمها او في المسائل الخلافية فيما بيننا كبشر لنصل الى الطريق السليم في التعامل معها، وبالحصول على الاجابات الشافية نستطيع تمييز الاختلافات والمتضاد من المعلومات، ويكون لدنيا حصناً منيعاً في مواجهة الافكار والثقافات غير المقبولة لدينا، كما انها ترفع من درجة رقي مناقشاتنا وطريقة تعاملنا مع الفكر الآخر وتقييمه وانتقاده بالطرق العلمية السليمة، ودائماً ما يكون لدينا مواقف ايجابية بسبب اكتمال المخزون المعرفي وتوازنه مع ما يدخل علينا من معلومات وافكار قد تؤثر على سلوكنا اذا ما اخذت موقعاً في تفكيرنا وعقولنا.
فالمعرفة المتوازنة تخلق شخصية مستقلة، تفكر وتحلل وتتخذ قرارات سليمة متوازنة دون التأثير عليها من احد او فكر سياسي او اجتماعي او ديني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق