الأحد، 16 سبتمبر 2012

ظاهرة البلاك بيري



تعبر الطريق.. بعد ان اوقفت سيارتها في الموقف المخصص للسيارات، عبرت الشارع دون ان ترفع نظرها للاعلى، ودخلت تمشي الى شارع متفرع به دكاكين لخياطة الملابس، كانت منهمكة في شيء صغير تحمله بين يديها، تنظر اليه بابتسامة خفيفة دون ان تحس ما حولها.. سيارة في الطريق تستعجل خطواتها .. ونظرات السائق غير الودودة لها، لانها قد أخرته "ولو لثواني" عن استكماله لرحلته ..


 البلاك بيري .. ذلك الجهاز الذي يقتنيه الصغير قبل الكبير، والطالب قبل الموظف، و المسئول و التاجر و الكل في مجتمعنا، فيستخدم كوسيلة مسلية وناقل للاخبار والاشاعات والنكت الاجتماعية بين عديدة مستخدميه.


 تم اختراع البلاك بيري من اجل التواصل الاجتماعي وللمعاملات بمختلف انواعها، مواكباً لعصر السرعة التي يُلَوّن عصرنا هذا، وقد استخدمه قادة الدول والساسة في العالم للتواصل واتخاذ القرارات السريعة والفعالة .. لانه الوسيلة السريعة السهلة والآمنة من الاختراقات.


اما في مجتمعنا فهو كما ذكرنا اداة للتواصل الاجتماعي فقط (الادعية الدينية ونقل التحية والاخبار والتعليقات والنكات وغيرها من الامور)، بالاضافة الى استخدامها من قِبل البعض في علاقاتهم التجارية والعملية.


ولكن ما نعده ظاهرة سلبية هو استخدام الاطفال والشباب اقل من ١٨ سنة لهذه الوسيلة، مخالفاً لما حددته النظم والاعراف الدولية بعدم السماح لمن هم اقل من سن ١٨ من اقتناء اجهزة الاتصال الخلوي، لما له من تأثيرات مباشرة على صحتهم وعاداتهم الاجتماعية.


تعتبر شريحة ما دون ١٨ سنة هي الاكبر من بين مستخدمي البلاك بيري في مجتمع الامارات ، ونراها جليةً واضحةً في مجتمعنا، خاصة عندما نرى الاهالي هم من يشجع اولادهم و يوفرون لهم هذه الاجهزة دون النظر الى خطورتها على ابناءهم وخاصة الصغار منهم، وغير ومدركين الخطورة التي قد تؤثر على صحتهم وسلامتهم.


بالاضافة خطورته الاخرى في استخدامه غير الآمن وخاصة عند قيادة السيارة، مما سبب ذلك حوادث فاجعة .. راح ضحيتها العديد من شباب هذا الوطن، عند استخدامهم هذا الجهاز وازراره الصغيرة، وجمله التي تقرأ بالمكريسكوب، فيندمج سائق السيارة فيه اكثر لانه يحتاج الى تركيز عند القراءة وعند الكتابة، فتحصل الحوادث خلال جزء من الثانية ونندم حين لا ينفع الندم.



تشجيع شركات الاتصالات



شركات الاتصالات التي تشجع وتُصدر العروض الترويجية بين الحين والآخر، غير مبالية من يقتني هذه الاجهزة، وكيف يتم استخدامها واستغلالها، فهمها الوحيد بيع اكبر قدر من الاجهزة على اكبر عدد من المشتركين،  فاذا كان تلك الشركات تريد زيادة ارباحها ومدخولاتها، فكان لابد وان يواكب ذلك تشريع يحدد مستخدمي هذه الاجهزة، وتنظيم حملاتٍ توعوية توجه الى خطورة الاستخدام غير الآمن لها وأن تبين لهم كيفية واهمية استخدامه.


وبالرجوع للاحصائيات وقد بلغ عدد مستخدمي اجهزة البلاك بيري في الامارات حوالي ٨٠٠ الف مستخدم في الشركتين(اتصالات و دو) استخدم هؤلاء اكثر من ١٣ مليار رسالة خلال عام ٢٠١١ فقط، وهذا رقم كبير جداً في مجتمع صغير مثل مجتمع دولة الامارات، ويعتبر من اعلى معدلات للمشتركين في العالم مقارنة بعدد سكان الامارات الصغير، وهذا حسب تقارير احصائية صدرت عن هيئة الاتصالات بدولة الامارات.





اتمنى من الجهات المسئولة اعادة النظر ودراسة هذه الظواهر والعمل على تقنينها ووضع الشروط اللازمة لها ملزمة لشركات الاتصالات عند تنفيذ عملياتها الترويجية لبيع والزامها بعرض المخاطر التي قد تحدث عند اقتناء من هذه الاجهزة وخاصة على النشء حتى لا نعض اصابع الندم على ضياع مواردنا البشرية من مواطنينا، بالاضافة الى ذلك نوجه وزارة تنمية المجتمع ان تعمل على محاربة هذه الظواهر السلبية بتكثيف حملات التوعية للاسر والافراد لنكون مجتمعاً مثالياً يعرف كيف يستغل موارده التقنية والمالية باقتدار.

الخميس، 6 سبتمبر 2012

الاعلام بين المهنية والخصخصة..

بانتشار المحطات والمؤسسات الاعلامية التي تتبع جهات ومؤسسات عامة وخاصة وجهات اخرى، استبعدت مهنة الاعلام من عملها اليومي واستبدلتها بمهنة اخرى تسمى المصلحة وهذه المصلحة اما ان تكون مالية او سياسية او طائفية او لخدمة جهات معينة لتحقيق اهداف تم رسمها في اماكن اخرى ..!!

فالانتشار العددي للمحطات الفضائية اثر تأثيرا مباشراً على مهنة الاعلام (الا ما ندر) التي تُعرف بالنزاهة والصدق  وبالشفافية وناقل الحقيقة والرأي الآخر، الى اعلام يبث معلومات متضاربة وغير مسئولة ينقصها الشفافية والحيادية والحقيقة.


تعريف الاعلام:

قبل ان ننتقل الى صلب الموضوع، لابد وان نتعرف على الاعلام ومفهومه، فالاعلام هو نقل الخبر اوالمعلومة من مصدرها الى متلقيها بمصداقية وشفافية دون تزييف و بدون ايحاءات توجه المتلقي الى تبني موقف معين.

الاعلام لابد وان يكون صادقاً وموضوعياً ومحايداً، ينقل وجهات النظر دون تحيز او زيف، و يعطي للآخرين مساحة كافية لابداء وجهات نظرهم  دون السماح  بمصادرة آراء الآخرين، و ان تعرض الحقيقة كاملة وبمختلف ابعادها ليتمكن القارئ من تكوين وجهة نظر صحيحة مبنية على حقائق يستطيع من خلالها اختيار ما يوافقه من اتجاهات وآراء ليبني عليها مواقفه ورأيه تجاه القضايا المطروحة.

هل خصخصته تؤثر على مصداقيته؟

في الاونة الاخيرة اصبح الاعلام تجارة مربحة لاصحابها من سياسيين و اصحاب رؤوس الاموال وزعماء دينيين وحكومات، فمن خلاله يسعون لتحقيق اهدافهم من المالية او السياسية او العقائدية وغيرها، فتستغل الوسائل الاتصالية لتحقيق ما يريدون ايصاله للرأي العام من معتقدات وافكار محركين بها الرأي العام تجاه موقف معين ، او لتحقيق الارباح المادية على حساب هذه المهنة .

وخصخصة الاعلام اثر بشكل سلبي على حياديته ومصداقيته وعلى مهنية العاملين فيه، نظراً لاعتمادهم المادي على ممولهم المباشر او غير المباشر، فمن البديهي ان يؤثر صاحب الدعم المالي على المهنة ومن يعمل فيها نظراً لارتباط استمراريتهم بيده.

ويمكننا ان نبين التأثير السلبي للخصصة في محورين اساسيين:

١) التأثير على توجهات الرأي العام:
 تستخدم وسائل الاعلام في بث المعلومات المقروءة اوالمسموعة اوالمرئية بشكل مكثف ومحدد الاطار، حيث تصل الى متلقيها بشكل مباشر او غير مباشر  لتُحدث ردة الفعل المطلوبه تجاه الموقف المراد تحريك الرأي العام تجاهه.

وقد تستخدم اساليب ملتوية تعتمد على تضخيم الاخبار ودس الصور والمقاطع المصورة غير الواقعية التي تخدم التوجه او الهدف، ببث  التقارير الاخبارية والافلام الوثائقية وغيرها .. لتصل الى المتلقي على انها حقائق يتم عرضها  بمصداقية وشفافية.

وهناك العديد من الامثلة التي عايشناها خلال الفترة الماضية ونراها كثيراً في وقتنا الحاضر، فعند استرجعنا للتاريخ.. وكيف جندت الولايات المتحدة الاعلام العالمي في صالحها من اجل تأييد الحرب على العراق، باختلاق القصص والتقارير  المزيفة المبنية على وقائع او تصريحات خبرية غير واقعية ولكنها تخدم هدف السياسة الامريكية، ومن خلالها استطاعت ان تنتزع دعم المجتمع الدولي لغزو العراق لتخليص العالم من شر اسلحة الدمار الشامل المزعومة، وبعد فترة تبين لنا انه غير حقيقي، وان هناك اهدافاً اخرى تحققت من وراء تلك التقارير وتلك الحرب.

٢) التأثير على الجانب السلوكي للافراد:
وهو الجانب الذي يحرك غرائز البشر لكي يقوموا بممارسات معينة في وقت وموقف ما، دون الاكتراث لنتائج هذه الممارسات، وينطبق ذلك على وسائل الاعلام التي تعتمد في بثها على اثارة النزعات الطائفية والعرقية والعقائدية بالاضافة الى الغريزة الجنسية والاخلاقية، لتحقق من وراءها اهدافاً تخدم مصالح افراد او جماعات.

وهناك أيضا بعدا آخر وهو البعد المادي الذي يكون اقل خطورة من البعدين السابقين لانه يعتمد على الترفيه والتسلية بالدرجة الاولى، ولكنه مؤثر تأثير سلبي على الاقتصاد وعلى الاخلاق.

المؤسسات الاعلامية والدعاية:
بدت المؤسسات الاعلامية وخاصة الاخبارية منها، وكأنها ابواق لبعض المنظمات والانظمة  التي تعمل في الخفاء لنشر الافكار او المعتقدات الفكرية والسياسة، التي  تأثير على سلوك وافكار الافراد، وواقعنا يشهد بذلك(...) فقيام كبريات المحطات الفضائية والصحف العالمية والاقليمية بالعمل تحت ضغوط او رغبات القوى  مختلف القوى المستفيدة في العالم بمناطقه المختلفة، ووفق معتقدات ولغات تلك المناطق، فكل مكان به وكالات اعلامية تعمل على نشر وتداول الاخبار والتقارير كما ترغب الدول واصحاب المصالح.

واتذكر خلال فترة دراستي للاعلام في جامعة الامارات مادة الرأي العام والدعاية (مكن اسقاطه على موضوعنا هذا) ، كيف استطاع الحلفاء من خلال نشر الفضائع عن الالمان، او القصص الفضيعة التي يرفضها البشر بانها حقائق كان الالمان يقومون بها  كأفران حرق اليهود، وغلي جثث الموتي لاستخراج الزيوت، لاستخدامها في صناعة الصابون وغير ذلك ..

فالاعلام في وقتنا الحاضر يعمل باسلوب الدعاية اكثر من ان يعمل بمفهوم الاعلام، لانه يقوم فعلاً بتوجيه الرأي العام الى تبني افكار ومعتقدات وتوجهات معينة تجاه مختلف القضايا التي تمر عليه في عصرنا هذا ..

 مفهوم الاعلام الحقيقي ذاب في واقعية المصلحة وحب السيطرة وحب جمع المال، واصبح شيئاً صوريا في هذا العالم، لا فاعلية مهنية له وانما اعلام لتحقيق المصالح والاهداف، يخدم من انفق عليه ومن وقف خلفه ( الا من رحم ربي) ، فلابد وان يتحرر الاعلام من جميع قيوده ويعود الى مهنيته والى المهنيين الذي يعملون في حقله والى تنمية المجتمعات وتنوير العقول ودعم القضايا المجتمعية.



الأربعاء، 27 يونيو 2012

التابع والمتبوع..


قنوات المعرفة (تاريخي)
كانت المعرفة في سابق محدودة جداً نظراً  لمحدودية انتشارها، فكانت المعرفة تنقل عن طريق التواصل الشخصي بالدرجة الاولى من خلال رجال الدين والحكماء وغيرهم، وكان عددهم محدود واسماءهم معروفه للجميع تقريبا، هذا بالاضافة لندرة الكتب الكتب والمراجع بسبب بدائية اساليب النسخ والنشر، فازدهر الاتصال الشخصي المباشر، وكانت المعرفة ضمنية في عقول الناس اكثر منها صريحة موثقة في الكتب ووسائل النشر والعرض الاخرى.

بعد اكتشاف الطباعة وثورتها، كان هناك ازدهاراً كبيرا للنشر المعرفي، فزاد عدد المؤلفين وانتشرت المطابع وتطورت وسائل الطباعة وتعددت، فكان حفظ المعلومات خلال الخمسين او الستين سنة الماضية فاق باقي سنوات البشرية باضعاف مضاعفة عما كان موجوداً ، وجاءت ثورة الاتصالات والحفظ الالكتروني وتداول المعلومات عن طريق شبكة الانترنت بالاضافة الى وسائل الاعلام، الى ثورة حقيقة  لانتشار المعرفة على اوسع نطاق وتداولها بين الناس بشكل سريع وسهل وبدون تكاليف باهضة الثمن.

من هو التابع؟
هو الذي يتبع آخرين بشكل اعمى او شبه اعمى، التبعية هنا فكرية اكثر مما تكون مادية وما شابهها، بحيث ان التابع لا يفكر ولا يقرر الا من خلال فكر وتوجيهات وافكار المتبوع.

من هو المتبوع؟
المتبوع هو الشخص الذي يحمل معرفة وافكار في مجال معين او في مجالات مختلفة تهم التابع وتتدخل مع اولويات حياته، وتؤثر على تصرفاته وسلوكه وتفكيره بصورة مباشرة او غير مباشرة.

هل يوجد تابع ومتبوع في عصر المعرفة؟
في عصر المعرفة او عصر العولمة من المفترض ان تختفي ظاهرة التبعية الفكرية وخاصة في الحياة العامة الا في بعض الحدود الضيقة جداً (العقائدية او الفكرية البحتة)، وخاصة اذا ما دخلت في خلافات او اختلافات في الرأي مع آخرين يعيشون معنا على هذه الارض، لان المعرفة في وقتنا الحاضر متاحة جداً ومختلفة المصادر والقنوات، وسهولة الحصول عليها في كل الاوقات وفي معظم الاماكن، وبالتالي فانه لابد من البحث عنها وتداولها دون عصبية.

ماذا يجب ان نفعل ؟
في خضم هذا الكم الهائل من المعلومات والمعرفة وتعدد مصادرها وتنوع علومها، يجب علينا القراءة والاطلاع في مختلفة المجالات، كما يجب  البحث والتحقق من الامور التي يلتبس علينا فهمها او في المسائل الخلافية فيما بيننا كبشر لنصل الى الطريق السليم في التعامل معها، وبالحصول على الاجابات الشافية نستطيع تمييز الاختلافات والمتضاد من المعلومات، ويكون لدنيا حصناً منيعاً في مواجهة الافكار والثقافات غير المقبولة لدينا، كما انها ترفع من درجة رقي مناقشاتنا وطريقة تعاملنا مع الفكر الآخر وتقييمه وانتقاده بالطرق العلمية السليمة، ودائماً ما يكون لدينا مواقف ايجابية بسبب اكتمال المخزون المعرفي وتوازنه مع ما يدخل علينا من معلومات وافكار قد تؤثر على سلوكنا اذا ما اخذت موقعاً في تفكيرنا وعقولنا.

فالمعرفة المتوازنة تخلق شخصية مستقلة، تفكر وتحلل وتتخذ قرارات سليمة متوازنة دون التأثير عليها من احد او فكر سياسي او اجتماعي او ديني.

السبت، 16 يونيو 2012

ما بين روسيا وايران ..




منذ فترة وانا أُتابع العلاقة بين الروسية الايرانية، والدعم الروسي المستمر للمواقف ايرانية تجاه العديد من القضايا  بدءاً بالمشروع النووي الايراني الى مواقف ايران في العراق واخيرا في سوريا.
ولم يأتي صلابة الموقف الايراني وعدم اكتراثه بالتهديدات الغربية من فراغ، وانما جاء من داعمٍ قويٍ يعمل في الخفاء  ليفسد جميع الجهود الغربية الضاغطة عليها لتغيير موقفها تجاه تلك القضايا ذات الاهمية العالية بالنسبة للسلام العالمي.

فمواقف روسيا اصبحت الان اكثر تبايناً ووضوحاً، من دعمها لايران ومشاريعها المثيرة للجدل من خطط توسعية وبرنامجها النووي المريب وغيرها من الامور.

وقامت هذه العلاقة بينهما على اساس المصالح المتبادلة والمتكاملة فالتقارب الايراني الروسي لم ينشأ من فراغ وانما  هناك نوع من التفاهم نتج عن ترسبات سابقة تمثلت في عدة امور نوجزها في النقاط التالية:

مساعدة المسلمين السنة للافغان اثناء الغزو السوفيتي لافغانستان حيث كانوا سببا في خسارة الروس لهذه الحرب، مما كان له اثر سيء على المنظومة العسكرية الروسية، على العكس مما قامت به ايران اثناء الغزو الروسي لافغانستان، بدعمها الظاهري للمقاتلين الافغان ولكنها تساعد الروس في الخفاء من خلال حلفاءها من شيعة الهازارا الافغان.

الدعم المباشر من قبل بعض الجماعات السنية للجماعات الجهادية في الشيشان وغيرها من الجمهوريات الروسية، وخلق منغصات كبيرة للجيش والحكومة الروسية، انعكس ذلك على ردة الفعل الروسية تجاه العرب السنة.

التحالف المباشر بين الدول العربية وخاصة السنية منها مع المعسكر الغربي، ونكران الدور الذي لعبه السوفييت في دعم القضايا العربية اثناء الغزو الثلاثي وغيرها من الحروب والازمات التي المّت بالدول والمنطقة العربية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي.

جوانب اقتصادية وهي استيعاب السوق الايرانية للمنتجات والبضائع الروسية في هذه الاوقات والتي يقاطع فيها العالم ايران.

المطمع الروسي القديم وهو الوصول الى مياه الخليج وبحر العرب خاصة ان المنفذ الوحيد المتاح هو ايران وشواطئها الممتدة من الخليج العربي الى بحر العرب او خليج عمان.

شراء الاسلحة والمعدات المختلفة من روسيا التي لا يعلن عنها عادة، والقيام بتطويرها داخليا او عن طريق دعم الصناعة الحربية الروسية.

فكل ما تم ذكره اعلاه يبرر التوجه الروسي من موقفه من ايران ومن محاولته الاستفادة من هذه العلاقة لتحقيق مصالحه الاقتصادية والجيوسياسية ليضمن له موقع مستقبلي على الخارطة العالمية التي فقدها بفقدان سيطرته على العديد من المواقع في العالم خاصة اوروبا وافريقيا، فحقق لها ذلك الضعف والانكسار وعدم القدرة على مجابهة السيطرة الامريكية وتهديدها الدائم لمواقع نفوذه، فكان من الضروري من وجهة نظرهم خلق تحالف جديد يخدم ذلك التوجه، فذهب الى عقد الاتفاقيات مع الصين وايران وبعض الدول منها سوريا ليضمن تواجده في قلب منطقة الشرق الاوسط.

فالدب لروسي ناقم وحانق على المسلمين السنة ويعمل على رد الدين ورد وقوفهم مع اخوانهم ضد روسيا في حربها في افغانستان او في حربها ضد الثوار الشيشان وغيرهم.

ولا ننسى تصريحات وزير الخارجية الروسي لافروف الذي قال ان روسيا لن تسمح بوجود حكومة سنيّة في سوريا، مما اظهر لنا ان هناك شيء دفين في ضمير الحكومة او الحكومات الروسية المتعاقبة بدأ يظهر الآن، وبدأ يهدد المنطقة العربية بشكل خاص من خلال التمدد الروسي الايراني .

  اما الجانب الايراني فمن المهم جداً ان تكون علاقته متميزة مع روسيا بعد الحصار الاقتصادي العالمي، لتكون روسيا البوابه المهمة للواردات ثم الصادرات الايرانية وتبقى العلاقة مستمرة ويبقى الدعم الروسي لايران ومشاريعها المثيرة للجدل مستمراً.

فعلاقة روسيا بايران علاقة مبنية على تحقيق مصلحة متبادلة بينهما، مبنية على بعض الاطماع التاريخية والاحقاد المتراكمة والرغبة في الهيمنة التوسعية لكلا البلدين، كان ذلك على المستوى الاقليمي او ماي تجاوزه، وسوف يستمر هذا التحالف الى ان تبرز مصالح اخرى لاحدى او كلا البلدين تتحدد فيها درجة تباين هذه العلاقة ، فاما ان يتراجع حجم وقوة هذا التحالف او ان يستمر لمراحل جديدة.


الاثنين، 28 مايو 2012

الادارة بالارهاب..


تصادفنا انماط مختلفة من الممارسات الادارية في الشركات وفي المؤسسات الحكومية او الخاصة، فبعضها متسامح وراقي في التعامل مع موظفيه ، وبعضها غير واضح والثالث متعاون وحيوي ومشارك ، والآخر عصبي وغير متقبل للملاحظات ولا الاقتراحات ولا الاستماع الى الرأي الاخر.. والعديد العديد من الانماط نجدها هنا وهناك

وتختلف انماط الادارة بين المجتمعات ، فالمجتمع المتحضر او ما يُطلق عليه دول العالم الاول، نجده متزن ومتطور يحسب لكل خطوة وفق خطط يرسمها ويطبقها لا وفق مزاج المدير ، لانه في الاساس عمل مؤسسي ذو اهداف محددة تحكم العمل والنظام، بالاضافة الىان  عملية الربح والخسارة تأتي في مقدمة اولوياتهم وهي الفيصل بين النجاح والفشل.

اما في مجتمعات العالم الثاني والثالث.. فالمتحكم بالعمل هو المزاج وهو المسيطر على المؤسسة وعلى انتاجها،  و تكون الامور اكثر ضبابية وصعوبة كلما ابتعدنا الى العالم الثالث بسبب عدم وضوح الانظمة والبعد عن العمل المؤسسي الحاكم في العلاقة بين العاملين والمدراء والمتعاملين.
فالانماط متعددة ومتنوعة ويتوافق كل منها مع ثقافة العمل السائدة المنبثقة من ثقافة المجتمع، فلا نستطيع تطبيق نمط اداري ملتزم بالشفافية مثلا في مجتمع يسود افراده الثقافة البروقراطية والفساد الاداري والجهل والفقر والتخلف.

فمن خلال اطلاعي على النماذج او الانماط الادارية المعترف بوجودها في علم الادارة العامة، والانماط التي نشاهدها في عالمنا الذي نعيش فيه كان ذلك في بلادنا او خارجها، فقد استنتجت ان هناك انماط ادارية غير مسجلة وغير مذكورة في علم الادارة المعاصر وهي:
  • الادارة بالارهاب.
  • الادارة بالخش والدس.
  • الادارة بالمرأة.
  • الادارة ب .. وين دار الهواء درنا.
  • الادارة بالنميمة.
  • الادارة بالاستعانة بالشخصيات المجتمعية.
  • الادارة بالاشاعة.
  • وهناك الكثير من الانماط والاشكال..
    ويمكن ان يكون هناك انماط اخرى لم تكتشف ولكن هذه الانماط موجودة فعلا وتحتاج المزيد من الدراسة لتصبح نمط معترف به في علم الادارة يمكن الاستفادة منه او الاستفادة من افرازاته السيئة، والبعد عنها.
    بصراحة انا شد انتباهي نمط الادارة بالارهاب، وقد تعددت الصور والاحداث الادارية التي تندرج تحت هذا النمط، وتعددت الوجوه التي تعتمد هذا النمط، وكيف يتم فيها التعامل مع الموظف ومع العميل بالقهر والاجبار، لدرجة ان الموظف تنتابه حالة غير طبيعية لما يقال له يطلبك المدير .. !!

    المهم يا احبتي ان هذه انماط وجدتها متفشية واحببت ان اضعها امام الجميع للتعرف عليها وتلمسها في المجتمع او في المؤسسات والشركات واماكن العمل ان كانت صغيرة او كبيرة، فيجب ان نزيلها وان نخلق بيئات جديدة وانماط مثالية تحترم الذات الانسانية وتحترم الفكر، لتبنى مؤسسات سليمة متميزة يسودها الامل والتفاؤل والابداع.

الخميس، 5 أبريل 2012

هل انحرفنا عن مفهوم الاحتراف


كرة القَدم رياضة تمارس منذ القِدم، ويقال انها بدأت في الصين قبل ٢٥٠٠ عام، وانتشرت وتطورت من شكل الى آخر ومن نظام الى الى نظام، ولكه يمكننا ان نُثبّت القرن الثامن عشر.. بأنه بداية تأسيس كرة القدم الحديثة التي تُمارَس بشكلها الحالي، وقد بدأت مظاهر الاحتراف في انجلترا عام ١٨٨٥، وهو بداية كتابة التشريع للاحتراف في عالم الكرة، وبدأ ذلك التشريع يتمدد وينتشر الى بقاع الارض حتى يومنا هذا.

ونستنتج من هذه المقدمة ان كرة القدم بدأت بالتطور والتغير تدريجياً، والاحتراف المطبق الآن في العالم المتقدم بكرة القدم مر بتجارب عديدة ومراحل اوصلتهم الى هذه المرحلة، زد على ذلك النظام الاقتصادي السائد والذي له تأثيره المباشر على الاحتراف ، وكذلك بعض الممارسات الاخرى كنظام المراهنات وغيرها.

اما الاحتراف في دولة الامارات فكما هو ظاهر للجميع بان تطبيق الاحتراف جاء مواكباً للمعايير التي اطلقها الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، التي تؤهل الفرق المحترفة المشاركة في منافسات الاندية الاسيوية، وهناك اهدافاً اخرى متمثلة في الارتقاء بالمستوى الفني للاعبين وللعبة بشكلٍ عام في دولة الامارات.

ولو تأملنا الهدف الاول ومدى تحقيقه لوجدنا اننا حققناه بامتياز وسُمح لنا بالمشاركة في البطولات الاسيوية، ولكن في المقابل تكلفنا الكثير من المال و الجهد الذي بُذل في تحقيق هذا الهدف او هذه الرغبة، واعتقد انه خلال الخمس سنوات الماضية تم صرف مبالغ فاقت نفقات سنوات مضت للعمل الرياضي.

اما الجانب الآخر وهو رفع المستوى الفني، فقد تحقق جزئيا ولم يواكب ايضاً قيمة المبالغ المالية التي صرفت على تحقيقه، نعم قد تم تحقيق تغيير فكري وفني في ممارسات كرة القدم وانعكس ذلك على تغيير في مفهوم كرة القدم ، ولكنه لا يرقى الى ان يكون قد تحقق ما نصبوا له ونهدف اليه وهو تحقيق المستوى الفني العالي الذي يؤهلنا لان نكون في مرتبة اعلى من المرتبة التي نبوأها في سلم تصيف اللاتحاد الدولي لكرة القدم.
  • ويمكننا ارجاع عدم تحقيق الاهداف بالشكل المطلوب الى عدة عوامل:
  • الاستعجال في تطبيق معايير الاتحاد الاسيوي لكرة القدم.
  • عدم وجود الارضية المناسبة السليمة لتطبيق الاحتراف.
  • ضعف العمل المؤسسي في المؤسسات رياضية.
  • اعتماد مشركات كرة القدم على الدعم الحكومي المباشر لها
  • عدم اهلية الاجهزة الادارية واللاعبين للبيئة الاحترافية
  • عدم وضوح مراحل تطبيق الاحتراف ووضوح اهدافها المحققة
  • عدم وجود تقييم لكل مرحلة من المراحل والاجراءات التحسينية.
قد يقول البعض بان الدوري الاماراتي جيد واللاعبين مستواياتهم مرتفعة بعكس ما طُرح هنا او الذي يُطرح على الساحة، ونقول نعم قد يكون ذلك ونحن لا ننكر ان المستويات الفنية قد تغيرت وبدأنا نرى بعض المواهب قد اثبتت كفاءتها ولكن هذا لا يكفي ولو قمنا بتلخيص ما جنيناه خلال الفترة الماضية على مستوى لعبة كرة القدم سنجد الآتي:

  • مستوى فني عادي ومتذبذب لدى كل فرق كرة القدم.
  • فرق كبيرة الدعم المالي تصدرت القائمة وقليلة الدعم نزلت الى اسفل الجدول
  • لا يوجد مستوى فني ثابت.
  • مستوى تحكيمي متذبذب.
  • كثرة الهجرة الداخلية للاعبين وخاصة من الفرق قليلة الموارد المالية.
  • مصروفات كبيرة ارهقت موازنات الفرق واثرت على مستوى الالعاب الرياضية الاخرى.
  • انشاء شركات لكرة القدم صورية ولكنها متوافقة مع المعايير الاسيوية .

لقد اخذنا في تطبيقنا للاحتراف الجواب الشكلية للادارة بالاضافة الى عقود اللاعبين، وتركنا الجوانب الاخرى مثل ايجاد احتراف اداري فعلي متمثل في ادارات اللاندية والمسئولين التنفيذيين المتخصصين في تطوير جوانب العمل الرياضي للاحتراف وتطوير العمل الايرادات المالية وتطوير العمل الاداري المتمثل في العمليات اليومية الداعمة فنياً للفرق الرياضية.

كما انه لم يتم تأهيل اللاعبين فكريا لدخول هذه المرحلة الجديدة من حياتهم، بالاضافة الى تأهيل وضع معايير لمدراء اعمال اللاعبين كالشهادة العلمية والمعارف التظيمية الاخرى والتزاماتهم تجاه اللاعبين والاندية، وهناك العديد من الامور التي لابد وان تؤخذ بعين الاعتبار.

ونضيف كذلك جانب آخر مرتبط بكرة القدم وهو الاحتراف الاعلامي، فلابد من عدم اغفال هذا الجانب وتأهيل الاعلاميين المتعاملين مع كرة القدم والرياضة دون فتح الباب لكل شخص غير محترف، وخاصة في مجال الصحافة والبرامج الرياضية التفزيونية، وكيفية التعامل مع القضايا الرياضة والازمات وغيرها، ويجب ان يتعرف الاعلامي على الاهداف الموضوعة من قبل المؤسسات الراعية للرياضة بوضوح وعلى الخطط التي نسعى لتنفيذها وتطبيقها على الواقع، والذي نسعى من خلاله الى تطوير كرة القدم.

هناك جانب آخر لابد والاشارة له وهو تقييم الاعمال التي انجزناها، ووضع المؤشرات اللازمة لقياس النجاح او غيره، وارى ان المؤشرات التالية قد تساعد على تلمس والمضي من خلاله للوصل للهدف المنشود:

  • تحقيق نتائج ملموسة على المستويين القاري والعالمي (تفوق ما تحقق سابقاً).
  • زيادة الاقبال الجماهيري على حضور المباريات.
  • تحقيق نتائج ملموسة على مستوى المنتخبات الوطنية (تفوق ما تحقق سابقاً)
  • احترافية وتخصص الادارات التنفيذية في الاندية وشركات كرة القدم

واخيراً فان الاحتراف الرياضي مطلب يجب تحقيقه والعمل على زيادة فاعليته وتطويره بما يكفل لنا التواجد في المحافل الرياضية العالمية، وبما يكفل لنا الحصول على البطولات المختلفة اقليميا وعالمياً، لان الرياضة صارت جزء من منظومة العولمة التي تربط شعوب العالم يعضها ببعض وجزء من تقدم الامم وتعزيز مكانتها.

نتمنى التوفيق والسداد لكل رياضي وكل داعم للرياضة.

الخميس، 29 مارس 2012

اهمية اختيار المعلم والمربي..


قبل الدخول الى هذا الموضوع الحيوي الهام، سوف أبدأ بقصة السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي على يديه فتحت القسطنطينية (اسطنبول حاليا) وغير مجرى التاريخ وغير الجغرافيا.

وُلد محمد الفاتح فجر يوم الأحد بتاريخ 20 أبريل، 1429 م، الموافق في 26 رجب سنة 833 هـ في مدينة أدرنة، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، أبوه السلطان مراد الثاني، وهو من اعظم سلاطين الخلافة العثمانية، فعهده الى رجلاً له مهابةٌ وحدّة هو أحمد بن إسماعيل الكوراني، ليعلمه القرآن واللغة العربية والعلوم الاخرى ، فعند التقاءه به للمرة الاولى وكان طفلاً ضربه ضربا بقضيب كان بيده، دون ان يبدي له سبب ضربه، مما سهل عليه التعلم والتأدب ولم يعترض والده على تصرف المعلم الكوراني، وقام هذا المعلم بترسيخ المفاهيم والثوابت الاسلامية فيه وقام بترسيخ طموحات كبيرة لدى هذا الطفل كبرت معه الى ان وصل الى سدة الحكم، وسنذكر لكم لاحقاً أثر تربية وتعليم هذا المعلم العظيم على هذا القائد الذي غير مجرى التاريخ.

موضوعنا هنا يتحدث عن بعض السلوكيات المجتمعية على كل المستويات والطبقات في تربية الابناء الصغار وتنشئتهم التنشئة الصحيحة والسليمة او ان تكون نشأتهم عكس ذلك.

هناك العديد من الاسر وحسب امكانياتها المادية والثقافية، تتجه الى استقدام مربيات من الخارج لرعاية ومتابعة اولادهم الصغار، فنجد بعض الاسر الميسورة الحال تجلب المربيات الاجنبيات المتعلمات لرعاية وتربية اولادهم دون النظر الى معتقد هذه المربية ولا الى عاداتها وبنية ثقافتها، فتُغرس المبادى والقيم والاخلاق بالنقل المقصود او غير المقصود الى هذا الطفل ودون ان نعي نحن الكبار تلك العملية، ودون ان نحس، لنتفاجأ بسلوكيات وافكار الولد او البنت عندما يكبرون لا علاقة لها مع قيمنا وعاداتنا وتقاليدينا، ولا يربطهم بمجتمعهم سوى الاسم وملامحهم احياناً.!!

من الامور الملاحظة بشكل ملفت للنظر ابتعاد الاهالي عن اولادهم في الكثير من المواقع حفلات اعياد الميلاد في الاسواق في قاعات لعب الاطفال نلاحظ وبوضوح الذي يقف خلف هذا الطفل مربيته او ما نطلق عليها محلياً (خدامة الولد)، فتتكون علاقة غير طبيعية بين الاثنين تبينُ نتائجها بعد ان يكبر هذا الولد ، وخاصة اذا كانت تلك المربية على ثقافة عالية تستطيع من خلالها ايصال ما تريد ايصاله من عاداتها وتقاليدها ولغتها. ولغتها .. هنا نقف قليلاً!! فالعديد من الاسر تركز كثيرا على احضار المربيات اللواتي يتكلمن اللغة الانجليزية التي تكون بداية نطق الطفل بها.

نعود لمحمد الفاتح الان، فبعد ان تسلم الخلافة العثمانية خلفاً لابيه ، دخل عليه معلمه ومربيه وقال له: الان انت اصبحت السلطان وحاكم هذه البلاد وما يتبعها باستطاعتك فعل ما تريد، وارى ان هناك شيء يجول في خاطرك وتريد قوله لي.

قال له السلطام محمد الفاتح: نعم عندي سؤال اردت ان اطرحه عليك من زمن، لماذا ضربتي في اول لقائي بك من دون ذنب اقترفته.؟!!

قال له المعلم الكوراني: هل احسست بالظلم؟
قال السلطان : نعم.
قال المعلم: لاني اردتك تحس بمرارة الظلم حتى لاتظلم احداً وانت تجلس على هذا الكرسي.

ونذكر هنا ايضا الشيخ آق شمس الدين ابن حمزه وهو احد معلمي السلطان محمد الفاتح، الذي وجهه منذ الصغر الى الجهاد وفتح القسطنطينية، ويعتبر الفاتح المعنوي للقسطنطينية.

وقال الرسول صلى الله علية وسلم "لتفتحن القسطنطينية على يد رجل ، فلنعم الجيش جيشها ولنعم الأمير أميرها"

وهذا كان دائما ما يكرره عليه ويذكره بالمجد، وحاجة الاسلام لتأكيد صدق كلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والذي سيتحقق لا محاله ويجب ان تكون انت من قصده رسول الله، فتحركت كل خليه في جسم السلطان الشاب وامر بالاعداد لفتح القسطنطينة وتحقق ذلك بعد احد عشر محاولة بدأت في عهد الخليفة علي ابن ابي طالب رضي الله عنه.


اخواني واخواتي الكرام لابد ان نأخذ هذه القصة عبرة ونعكسها على واقعنا من اعلى المستويات الى ادناها وان نختار الاشخاص الصالحين لتربية ابناءنا على الاخلاق الاسلامية وعلى عاداتنا العربية، لا ان نتجه الى الغرب والشرق وان نستقدم من يغرس فيهم معتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم ليخرج لنا نشاز لا نتقبله ولا يتقبله المجتمع.




الخميس، 22 مارس 2012

اليوم العالمي للمرأة ..



يوم الثامن من شهر مارس من كل عام هو اليوم العالمي للمرأة، تستعرض فيه النشاطات والانجازات التي تحققت في مجال دعم المرأة وتمكينها..، من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

وكان أول احتفال اقيم بهذه المناسبة على إثر انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945.

ويذكر ايضا عن هذه المناسبة (كما جاء في موقع ويكبيديا) "انه في 1857 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، ورغم أن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية لتفريق المتظاهرات إلا أن المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية. وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود". طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع. شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات المتحدة. غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس. وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن".

وقد بالغ البعض في المطالبة للمرأة بالعديد من المطالب تعدت العقائد والثقافات المجتمعية، ووصلت الى فرض افكار وثقافة على جميع المجتمعات ، ودعت الى تغيير المفاهيم والتنازل عن المعتقدات والشرائع السائدة في كل مجتمع.

خاصة اذا عرفنا انه في بعض المؤتمرات النسوية العالمية التي ترعاها بعض المؤسسات مثل الامم المتحدة تمت المطالبة بالمساواة بين الرجل والمرأة في حق الميراث والذي يتعارض مع الشريعة الاسلامية، وبذلك خرجوا عن مبدأ احترام ثقافات الاخرين ومعتقداتهم، واصروا على تجنيد بعض الاصوات المسلمة الى تبني هذا الطرح.

نحن هنا نشجع على الاحتفال بيوم المرأة ونشجع على تمكين المرأة .. لكن ليس مظاهرياً بل بالافعال واهم شيء هو الاحترام والتقدير لها ومعاملتها المعاملة الحسنة، واتباع قول رسولنا الكريم في تعاملنا مع المرأة "رفقاً بالقوارير" ، وقال ايضاً "اوصيكم بالنساءِ خيراً" ، فيجب علينا اتباع ما شرعه الله لنا في تعاملنا مع المرأة وفي صياغة حقوقها وواجباتها تجاه مجتمعها واسرتها .

واخيرا اقول براك الله لنا في نساءنا، فهن ركن اساسي ومهم في المجتمع ويقع على عاتقهن صلاحه، وخاصة اذا اتقنت المرأة تربية ابناءها بالشكل الذي يعود على المجتمع بالخير الذي نرجو من كل فرد في المجتمع وان تشارك في المجالات الحيوية التي تكون فيها المرأة هي الاقدر على ادارتها والتعامل معها.

الأحد، 19 فبراير 2012

فنلندا والضمان الاجتماعي

كثيرا ما تُذكر هذه الجملة "الضمان الاجتماعي" ، دون أن نتعمق في مفهومها نتعرف على تطبيقاتها.. ونحن في أمسّ الحاجة لتطبيق وترسيخ مفهومه الضمان الاجتماعي ، لأننا سوف نحتاج إليه في حياتنا أو في وقت من الأوقات سنكون أكثر حاجة له.

في المجتمعات المتحضرة او بالأحرى الغربية يُعتبر الضمان الاجتماعي جزء من ثقافة وحياة أفراد المجتمع ولا يستطيع المرء ان يعيش بدونه وبدون الاستفادة من حماية الدولة له في مراحل حياته.

لقد استوقفتني رسالة قرأتها في البريد الالكتروني جاءتني من احد الإخوة الأعزاء والتي كانت عبارة عن مقال بقلم السيد جميل محمد علي فارسي شيخ الجواهرجية في جدة، حيث استعرض مقابلته لوزير فلندي تناول الضمان الاجتماعي في جمهورية فنلندا، الذي يعتبر من المجتمعات التي تفخر بنظامها الاجتماعي والمعيشي الذي يكفل الحياة الهانئة لأفراده ، ويكفل الحياة الكريمة للذين لا يعملون (كبار السن والمتخلفين عقليا والأطفال).

فنلندا من الدول الاسكندنافية التي لا تمتلك ثروات نفطية.. ولا ثروات كبيرة تستخرج من باطن الأرض، وكانت تعتمد اعتمادا كبيرا على قطع الأشجار وبيعها، ولكنها تحولت وفق رؤية ثاقبة إلى دولة رائدة في صناعة الورق والأخشاب وأيضا دخلت في مجال جديد خططت له جيدا وهو مجال الاتصالات بمنتجها الذي غزا العالم ولا تخلو دولة أو مدينة أو بيت منه وهو جهاز الهاتف المتحرك نوكيا .. .

فنلندا إحدى دول اسكندنافيا (السويد، النرويج، الدنمارك، فنلندا) التي تتميز هذه دول بأنظمتها الاجتماعية المتميزة التي تعطي المواطن حقه كاملا ورعايته من مولده إلى وفاته، وتضمن له العيش الكريم الذي يستفيد منه جميع المواطنين دون استثناء ودون تمييز، ولكن ما الذي جعلهم يرتقون إلى هذه المنزلة التي نتمنى أن نصل إليها؟ بكل بساطة أقول ما نذكره السيد جميل محمد علي ولخصها في أربعة نقاط هي..

أولا: الشفافية وانعدام الفساد الإداري، كأني به قال (الفساد شبه منعدم ولا نعرف أصلاً عمولات أو رشاوى أو استقطاعات أو منح أو استثناءات أما الشرهات فهو علم لا نعلمه).

وثانيا: العدالة الاجتماعية وقال إن الفوارق الطبقية هي كأدنى ما يكون.

أما ثالثا: فهو الاستقلال التام للقضاء.

ورابعا: التعليم الجيد مع الضمان الصحي الممتاز.

واقول نعم .. هذه الأمور التي ذكرت اعلاه ميزت هذا المجتمع وهذه الدولة لترتقي إلى مصاف الدول المتميزة، وان كنا ننادي بان يتم الاقتباس من التجارب الاسكندنافية والاستفادة منها أو أن نأخذ بأحسنها دون أن نتفلسف ونضع المبررات ونضع النظريات وتضيع الأمور دون أن نصل إلى شي يذكر سوى بقاء الحال على ما هو عليه.

ثم هناك ممارسة جميلة جدا أحب أن اذكرها لكم وكيف تسعى الحكومة إلى تغيير واقع في سنوات معدودة.. حيث قام الفنلنديين بالتعامل مع قضية حساسة بكل واقعية وحرفية، وهي أن فنلندا كانت من الدول التي ترتفع فيها نسبة الموت بأمراض القلب، حيث تصل نسبة الوفيات بهذه الأمراض إلى نسبة ٥٦٪ وهي نسبة عالية جدا، وفي التسعينات بدأت خطة شاملة لمكافحة المرض والتعامل مع مسببات الإصابة به وتغيير نمط العيش، فقامت بتوعية شاملة لكل شرائح المجتمع وكيفية التعامل مع هذه المعضلة من قبل أفراد الشعب، وكيفية تغيير نمط التغذية، حيث قامت الدولة بمساعدتهم واستيراد المواد الغذائية المناسبة وتنظيم حملات توعوية غيرت المجتمع الفنلندي من مجتمع يعني من تفشي أمراض القلب بين مواطنيه ، إلى مجتمع سليم معافى وحيث يعتبر الأقل حاليا في الاصابة بأمراض القلب بين الدول الصناعية، وفي زمن قياسي لا يتعدى العشرين سنة.

فهل نستطيع نحن تغيير ممارساتنا التي ننتهجها إلى ممارسات جديدة تقوم على الرعاية التي تنبع من قيمنا وثقافتنا وتكون واقعاً نفتخر به وعملا مؤسسياً ينعكس بالخير على جميع المواطنين والمقيمين على أرضنا الطيبة.