الخميس، 1 سبتمبر 2011

يعتذر لاسرائيل ولا يقبل الاعتذار لمليار مسلم

تتجدد المصالح، وقد تجبر المرء على الركوع والخضوع لها، من اجل رغبة او شهوة انسانية تجعل المرء ينقاد لها ويرضى بما يملى عليه من اصحاب تلك المصالح.
يقول لنا القرآن ان الشيطان بعد ان ينتهي من غوايه بني آدم يقول له اني بريئ منك اني اخاف الله رب العالمين، ويفعل ذلك ايضا الشياطين من البشر (...) يغوون المرء منا بالمنصب او بالمال او بالجمال.. وحين ننقاد لهم يفضحوننا ويتبرأون منا ..
فهل نتعلم من تاريخنا.

قبل فترة تحدثت عن المصالح التي قربت وتعاونت من اجلها امريكا وايران، واليوم يطالعنا الاعلام بنوع آخر من المصالح التي يركع صاحبها من اجل نيل مبتغاه ونسميها مصالح "الذلة" التي يكمل دورها وزير الثقافة المصري فاروق حسني الذي ضرب بعرض الحائط كل المبادئ وما بقي من الكرامة العربية من اجل الحصول على منصب رئيس اليونسكو، فطلب رضى اسرائيل التي تعارض ترشحه للمنصب ومن خلفها امريكا.
ماذا يضيف هذا المنصب لمصر العرقية؟ فـ مصر ام الحضارات ومرشحها اذا تقدم للترشيح لهذا المنصب فالذي يشفع له اعماله وتشفع له مكانة بلده في قلوب الناس ويشفع له ثباته وقدراته وعلاقاته مع الاخرين، لا ان يعتذر لمن هم (...) فالدول العربية والاسلامية والصديقة لا اعتقد انها ستخذل مصر في دعم مرشحها ، ولكنها قد تتخذ مواقف اخرى اذا كان هذا المرشح غير مناسب.
 
واتساءل وبعد هذا الاعتذار العلني من فاروق حسني لاسرائيل، ماذا لو قالت اسرائيل انها ستدعم مرشح آخر غير فاروق؟ ما الذي سيبقى له بعد هذا الاعتذار؟ ولماذا لو قادت بعض الدول الاسلامية حملة ضده .. هل سيعتذر للمسلمين ايضا من اجل هذا المنصب؟
 
ما هى اليونسكو؟
هى منظمة عالمية تندرج تحت الامم المتحدة، تسمى منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونيسكو" ، تاسست عام 1964، وينظوي تحت لوائها 190 دولة تقريبا، ووضعت لهذه المنظمة اهدافا عده اهمها نشر السلم والعلم والمعرفة بين شعوب العالم بالاضافة الى المحافظة على المواقع الاثرية والتراثية في العالم.
وكل فترة اربعة سنوات يتم انتحاب رئيس جديد لها، وشاءت الاقدار ان يترشح لها هذه السنة مجموعة مرشحين من مصر والمغرب والنمسا (حسب معلوماتي).

امكانيات فاروق حسني والمرشحين الآخرين؟
رشحت مصر وزير ثقافتها الاستاذ فاروق حسني الذي يراس جهاز الثقافة المصرية من سبع عشرة سنه او يزيد، حيث يفخر دائما بانها يتبوء اعلى منصب عالمي وهو وزارة الثقافة المصرية التي ترعى حضارة عمرها ست آلاف سنة.
ولا ينكر احد قدرات السيد حسنى في هذا المجال ، وان تلك القدرات كانت في محيط عمله في مصر العربية، وقد تناسب اكثر تلك المنطقة، ولكنها قد تصطدم ببيئة ادارية مختلفة لا تتناسب مع بيئة الرجل الفكرية والادارية.
عموما فاروق حسني ادرى بامكانياته.. ولكن الآخرين يريدون شيئا مختلفاً عن الخبرة والثقافة التي يتمتع بها .. يريدون خططهم وطموحاتهم تتحقق في هذا الصرح العالمي الذي يساعد ويدعم الدول والمؤسسات والتجمعات التي تسعى لخدمة واثراء البشرية.
 
قصة الاعتذار لاسرائيل؟
وزير الثقافة المصرى يعتذر لإسرائيل لتولى رئاسة اليونسكو.. نشرته صحيفة "الموند" الفرنسية أن وزير الثقافة المصرى فاروق حسني قد اعلن في العام الماضي انه على استعداد لحرق اي كتب عبرية يجدها فى المكتبات المصرية.
في المقال الذى أدهش الجميع .. جاء تحت عنوان " لماذا أنا مرشح ؟" يقول فاروق حسني "إنني رجل سلام، وأعلم أن السلام يعني التفهم والاحترام، وباسم هذه القيم أريد أن أعود عن الكلمات التي تفوهت بها في ايار الماضى، والتي اعتُبِرت دعوة إلى إحراق الكتب بالعبرية، وأثار هذا التصريح صدمة وأتفهم ذلك".وأضاف: "أريد أن أعرب عن أسفي لكل ما قلته"، وقال: "هذه الكلمات تتناقض مع شخصيتي وقناعاتي".
هذا ما نشرته الجريدة الفرنسية والتي فاجات جميع الاوساط الوطنية والثقافية في مصر وفي العالم العربي، طبعا ولم يتفاجا المسئولين الدبلوماسيين الذين حاكوا تلك العملية.
وبهذا التصريح ايد الوزير المصري مقولة اسرائيل فوق الجميع، وان لا مناصب ولا معونات الا من خلال اسرائيل، كما قال تعالى "وجعلناكم اكثر نفيرا" صدق الله العظيم.
 
تهجمه على الحجاب ورفضه الاعتذار؟
اعتذر فاروق حسني علنا لليهود ولم يعتذر للمسلمين عن تصريحاته "اكيد لن يعتذر بسبب وضع المسلمين المتفكك" ، ولم يلتفت اليهم، فلنقي نظرة على تصريحه تجاه الحجاب..
وقال حسني في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم" "نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن إلى الجامعات والعمل دون حجاب، فلماذا نعود الآن إلى الوراء".

وأضاف أن "النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس".

وأعرب الوزير المصري عن اعتقاده بأن "حجاب المرأة يكمن في داخلها وليس في خارجها"

 
وأضاف: «يجب إعطاء الفرصة للجنوب لإدارة المنظمة التى أدارتها أوروبا فترات طويلة، ومنح العرب والمسلمين فرصة لمناقشة مشاكلهم بأنفسهم، والتى اعتاد الغرب طرحها»، مؤكدا أن «تولى عربى ومسلم منصب مدير عام اليونسكو سيساهم فى بناء جسور التفاهم بين الإسلام والغرب، وتحقيق حالة من السلام نتمناها جميعا».
وقال حسنى، مخاطبا كل من يتهمه بأنه يركض وراء هذا المنصب: «أنا اعتليت أكبر موقع ثقافى فى العالم، وهو وزارة ثقافة مصر، ذات الإرث الثقافى الكبير، وكان شرفا عظيما أن احظى بهذه الثقة طوال ٢٢ عاما». (صحيفة المصري اليوم)
لن اعلق اكثر على المقابلة التي قرأتموها في الاعلى، واترك لكم استنتاج ما تريدون استنتاجه من تلك الاسطر.
 
ما الذي سيجنية المسلمين والعرب من وراء هذا الترشيح وخاصة ان بطرس غالي لم يقدم شيء للقضايا العربية؟
قبل كم سنة في التسعينات هللنا وكبرنا بانتخاب بطرس غالي اميناً عاماً للامم المتحدة، وراينا فيه الملاذ الآمن لدعم القضايا العربية ونصرة المستضعفين في الارض "وكم كنا سذج" ، لم نكن نريد ان نعلم ونعي انه لا حول له ولا قوة، وخذنا بطرس غالي .. لا بل وخذل الذين وضعوه في ذلك المنصب حيث اتهموه بنشر مرض البيروقراطية في اروقة الامم المتحدة "العهدة على الراوي"، المهم من هذا الموضوع ان بطرس غالي لم يساند من رشحوه ومن ايدوه واصبح يُسير ما يريده السادة.
ولكن ماذا سيقدم لنا السيد فاروق حسني ، كما قال ان سيدعم ويعمل على نشر السلام والوافق بين الشعوب "عجيب امره .. احدث فرقة بينه وبين المسلمين" ..!!
في تصريح له لقناة العربية يقول حسنى  "فالمنظمة تواجه تحديات انسانية وقد دعوت فى برنامجى إلى التصالح بين الأديان ، فالأديان السماوية كلها تعانى من المشاكل ،وهناك أيضا تصالح الانسان والطبيعة ، فاليوم كما نرى هناك تغير فى المناخ وانحسار المياه عن بعض المناطق، هناك مشاكل انسانية كثيرة يتعين علينا وضع حلول لها وتحديد كيفية التعامل معها".
سبحان الله يقول ان هناك مشاكل .. فالاديان تعاني من مشاكل؟؟!! هل الاسلام يعاني من مشاكل ..!!؟ كيف الاسلام يعاني من المشاكل يا سيادة الوزير؟؟ الاسلام دين يحل مشاكل المجتمع والانسانية فكيف يعاني من المشاكل ؟ "يمكن خانه التعبير.. يمكن"
نرجع لموضوعنا ماذا سنستفيد نحن العرب والمسلمين من ترشيح فاروق حسني؟.. "والله لا اعلم ولم اجد جوابا لسؤالي"
 
الخلاصة
اقول من يبيع قضيته ويرضخ لشروط العدو لا يستحق ان يحصل على دعم اي عربي واي مسلم شريف، من يقبل ان تُفرض عليه الشروط وان يوجه له كلام كالذي وجهه اليه السفير الاسرائيلي في مصر شالوم كوهين حيث قال  " ان اراد ان يحصل على منصب رئيس اليونسكون يجب عليه ان يقف امام نصب المحرقة الهولوكوست وان يبكي بحرقة" طبعا اللي قال هذا الكلام سفير اسرائيل السابق في مصرشالوم كوهين.
فهل يقبل السيد فاروق حسني على نفسه هذه الاهانات ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق