الجمعة، 2 سبتمبر 2011

هويتنا .. وطننا


ماذا نعرف عن هويتك الوطنية؟
ما هو الوطن؟ ما هى الوطنية؟ وهل نستطيع ان نصيغ نسيجنا الاجتماعي والثقافي في معزل عن بصمتنا الوطنية؟ وهل التطور والتمدن والاجراءات والنظم العالمية المتبعة تعكس طموحاتنا وطموح مجتماعتنا في المحافظة على هذه البصمة التي تكاد تتلاشى وتندثر في خضم هذا التدفق والثقافي والاعلامي والبشري في مجتمعاتنا العربية الخليجية.
فماذا قدمنا للمحافظة عليها وعلى قيمنا يا ترى ..

مقدمة
قبل ان أخوض في هذا الموضوع راودتني العديد من الافكار ودارت في مخيلتي صور الهوية الوطنية باشكال مختلفة ومتنوعة، رسخت في ذهني كثيرا صورة البصمة الوراثية لكل مجتمع، فبدون هذه البصمة لن نستطيع التعرف على المجتمع وعلى تمييزه على بقية المجتمعات، فيذوب في فوضى تداخل الثقافات فلا تعرف له صفة ولا تعرف له شكل ولا بداية ولا نهاية، وتظهر المزيد من الفوضى كلما تلاشت بصمته او هويته الى ان يتفكك المجتمع وتكثر الكيانات وتتفكك الدول وتظهر لدينا دويلات ضعيفة تأكل بعضها البعض.
فالمجتمعات التي تحافظ على على نموذج محكم سليم وعناصر ثابتة وراسخة تبني عليها مجتمعها ، تكون مجتمعات متميزة سليمة تتطور وتبدع وتنجز لانها تتمتع بالاستقرار النفسي والفكري والامني، لانها تتجمع فيها الصفات الاساسية اما اللغة او العقيدة او مصالح مشتركة تحقق اهداف المجتمع وافراده، فنجد هويتها واضحة تعكسها برامجها وتطلعاتها ومشاريعها التي يسعى الجميع من خلالها لتحقيق واكمال تلك الصورة.

تعريف الهوية
ما هى الهوية .. كلمة نرددها دائما وفي كثير من الاحيان لا نستطيع ان نشرحها ولكنها موجودة في مفاهيمنا ومخيلاتنا، وارى ان ابسط تعريف لها أنها البصمة التي تميز المجتمعات عن بعضها البعض، بصفات وسمات مختلفة.
فالهوية لا غنى عنها لا نها تميزنا بصفات معينة نحملها معنا اينما ذهبنا ودخلنا في اي مجتمع، فالعربي المسلم صفاته مختلفة عن الاوروبي العلماني او المسيحي، واليهودي بمظهره .. يختلف عن الهندي 

تعريف الوطن
معنى الوطن في اللغة هو المكان الذي ننزل فيه فيقال اوطنت في هذا المكان اي نزلت فيه، ولكن الوطن في مفاهيمنا اكبر واعمق من ذلك ويأخذ تعريفه دائما في المنحى العاطفي لانه يخرج من وجداننا، فالوطن البيئة التي تحتضضنا وترعانا ونبني فيها ومنها ثقافتنا ومعرفتنا وشخصياتنا ويكون جزء منا لا يمكننا ان نفترق عنه ولا يمكننا ان ننسلخ منه .. فالوطن هو المرجع الفعلي لكل مواطن.
 
تعريف الوطنية
ارى ان الوطنية هى الانتماء للوطن والفخر به والدفاع عنه والتمسك به والاخلاص له والدفاع عنه بشتى الوسائل المتاحة ..
اذن فالوطنية مشاعر وافعال تجاه من نحب ، تجاه من غرس مبادئه في داخلنا من غرس ما يحتويه من متابهات وتناقضات في تصرفاتنا وفي ثقافتنا وفي كل شيء فينا ، فنعبر عن ذلك بالوطنية التي دئما ما نحافظ عليها ونسعى لان نظهرها ونفتخر بها في كل الاوقات.

المواطن:
من هو المواطن؟ هل منا من تسأل عن هذا المعنى ؟
المواطن هو من توطن في هذه الارض وتعلم منها واحس بها وتشرب من ثقافتها وكانت هذه الارض وهذا الوطن جزء لا يتجزأ من حياته.

المواطنة:
هى تفاعل وجداني واخلاقي بين الانسان وبيئته وثقافته ومجتمعة يعكس مدى احترامه وتقديره لهذه المكونات.
 
العناصر المؤثرة في الهوية
هناك مجموعة من العناصر التي تؤثر في هويتنا الونية وتبعدنا عنها من خلال تبنينا لبعض المدخلات الدخيلة على الوطن وثوابتها لتنتقل الينا وتنعكس في تصرفاتنا.
انتقال المعرفة والافكار من خلال لعليم ومناهج التعليم.
دخول جنسيات جديدة مؤثرة على المجتمع كعدد او كمراكز قوى.
وسائل الاعلام وما تنقله لنا من مفاهيم ومضامين بشكل مباشر او غير مباشر.
المؤتمرات والتدريب المعتمد على خبرات خارجية.
جيل الشباب المتعلم في الدول الاخرى وخاصة العربية او الشرقية.

الفرق بين الدولة والوطن
الوطن لا يمكننا استبداله.. الدولة يمكن تغييرها في اتحاد فدرالي او باخذ جنسية دولة اخرى
الوطن يحمل في ثنايها الاحاسيس والمشاعر والعاطقة اكثر من الدولة التي عادة ما يكون الاحساس بها مادي، الدولة مثل الادارة التي تضع القوانين وتحكم وتطبق النظام .. اما الوطن فهو الاحساس والحب والاحترام والعاطفة التي تكون في وجداننا.
الدولة عامة تشمل الجميع المواطن وغير المواطن اما الوطن فهو لي انا وحدي.
الوطن هو الذي تربطنا به علاقات اساسية قد لا تحملها الدولة اللغة مثلا او الدين او العادات والتقاليد.
الدولة مصطلح سياسي اما الوطن فهو اعم واشمل من ذلك.

الخطط والبرامج
كيف نخطط ونضع البرامج المناسبة للوصول الى ايجاد هويتة وطنية نفهمها ونسعى الى التقيد بمفاهيمها لنكون بصمة واضحة لشخصيتنا وشخصية مجتمعاتنا؟
فالخطط كثيرة ومتنوعة والبرامج كذلك، ولكل مجتمع طريقته في ايجاد الوسائل المناسبة له وفق ثقافته ووفق تفكير افراده وقدرتهم على استيعاب تلك البرامج التي عادة ما تكون متناسبة مع تلك الثقافات السائدة التي يتقبلها افراد المجتمع بسهولة ويطبقها بفهم واخلاص.
فهناك عدة نقاط حيوية اطرحها بين ايديكم في هذا المجال وتعتبر مرتكزات للخطط والبرامج:
تحديد السمات والمرتكزات الاساسية للهوية الوطنية.
تحديد طبقات المجتمع وشرائحهم.
تحديد الثغرات والتشوهات التي يعاني من ها المجتمع.
تشخيص مواطن الضعف والقوة في المجتمع.
ضرورة وضع البرامج المتضمنة للسمات والمرتكزات التي تقوم عليها البصمة الوطنية.

بعد ذلك نقوم بتنظيم جلسات العصف الذهني بمشاركة افراد المجتمع او ممثلين المجتمع المدني لتحديد البرامج المناسبة لجهود تنشيط وترسيخ الشعور بالهوية الوطنية. بعدها نقوم بفرز كل ما تم طرحه واضافة بعض البرامج من قبل الحكومة او ما نطلق عليها الرسمية ويتم تحديد وقت زمني لكل برنامج وقياسه .

امثلة يمكن الاستعانة بها:
الاستعانة بالحرف العربي وتثبيته في مفاهيمنا ومخيلاتنا.
تنظيم الفعاليات المتعلقة بالملبس والمأكل والعادات للمجتمع.
زيادة الانتاج الفني من تمثيليات وافلام تلفزيونية لعرض مكونات معينة موجهة من الهوية الوطنية.
الحد من نشر واستخدام المفاهيم الاجنبية في الحياة اليومية والعملية.
الحد من عدد الاجانب في الحياة العامة.
القاء الضوء على الاحتفالات والمناسبات الوطنية والعربية والاسلامية.
تنظيم المعارض المتنقلة والثابته لعرض الموروثات الاجتماعية الوطنية.
 
الخلاصة
ان تحديد الهوية من اهم الامور التي تبنى عليها خطط الشعوب والمجتمعات، والتي تحد من انحلال المجتمع وذوبانه وجعله جزء من تاريخ مضى يندثر ولا يكاد يذكر الا في كتب التاريخ.
فبناء المجتمعات الحديثة لا يقل اهمية من المحافظة على الهوية الوطنية لكل مجتمع، يكون مقوما اساسيا لخطط التحديث والتطوير في هذه المجتمعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق