الخميس، 1 سبتمبر 2011
امريكا وايران ومصالح الاعداء
الى متى ستستمر المصالح في تعاونهما..؟
استفادت ايران من امريكا وحققت اهدافها من خلال حاجة امريكا لتحقيق مصالحها في السيطرة على افغانستان ، وتغيير نظام الحكم في العراق ، مما خدم اهداف ايران في ايقاف الخطر الطالباني في كابول ، وتبعية العراق عقائديا لايران، وزيادة منطقة نفوذها في الشرق الاوسط، وتهديد مصالح امريكا في الخليج.
فكلاهما حقق اهدافه وعاون مع الاخر دون اتفاق وود بينهما ودون الاعتراض على ما سيحققه الاخر من هذا الاتفاق غير المعلن.
فساعدت ايران امريكا على دخول افغانستان والعارق لتحقيق هدفين اساسيين، الاول التخلص من حركة طالبان السنية التي تدعمها القاعدة، والثانية التخلص من النظام العراقي السني وفتح المجال للحكم الشيعي للعراق من خلال المتآمرين مع امريكا الذين كان اكثرهم من الشيعة.. فكان لايران ما ارادت بفضل العداء لامريكا وللاخرين.
العلاقة بين ايران وامريكا
قد يظن البعض ان العلاقة بين امريكا وايران علاقة وفاق وحب ، لا ليس كذلك !! لا يوجد وفاق ولكن توجد مصلحة واتفاق ، فلكل منهما مصالحه ولكل منهما خططه واطماعه في المنطقة، فلتقت المصالح وجاء الاتفاق وحصل كل منهما على ما اراد وما طلب.
فايران بقوتها الاقتصادية والعسكرية والعقائدية استطاعات أن تفرض المساعدة على امريكا خلال حربها ضد نظام طالبان في افغانستان، وقد استفادت امريكا من الدعم الذي قدمته ايرن لها خلال قبل دخولها لافغانستان ذات الطبيعة الوعرة الصعبة التي اعجزت القوة السوفيتيه في السابق.. فقدمت ايران من خلال عملائها "الطائفة الشيعية هناك" دعما معلوماتيا وعسكريا، سهل المهمة على الامريكان وحلفائهما للسيطرة على افغانستان وهزيمة حركة طالبان بسرعة ودون مقاومة تذكر، كما امنت ايران حدودها المتاخمة للحدود الافغانية ومنعت اي محاولة لتقديم العون او التسلل عبر تلك الحدود.
فتحقق الآتي:
السيطرة الامريكية على افغانستان وتأمين نقل البترول والغاز من اسيا الوسطى الى سواحل الخليج والبحر الاسود.
ضرب تنظيم القاعدة وشل قدراته (ضربات استباقية) جعلته غير قادر على تحقيق تهديداته العالمية.
ازاحة طالبان من حكم افغانستان ومن الخطر الذي يهدد ايران.
تحييد وتهديد باكستان النوويه .
تقوية الاقلية الشيعية في اقليم خوست وتزويدها وتدريبها من قبل ايران.
فهنا نرى ان المصالح تحققت لكلا الطرفين دون وجود اتفاق مبرم ودون وجود تحالف ظاهر.
تحقيق اهداف توسعية في العراق
لو رجعنا الى التاريخ قليلا لوجدنا ان السبب الرئيسي في عدم احتلال العثمانيين لاوروبا هى الدولة الصفوية التي كانت بشكل دائم تغزو العارق وتستحله وتستبيحه لكي تسيطر عليه من اجل الاماكن المقدسة لدى الشيعة، فكان هذا الصراع مستمرا ودائما وياتي ضمن اولويات الايرانيين ولا عجب في ذلك.
وما دامت هذه المناطق المقدسة لديهم تتبع او تحت سلطة عربية غير شيعية فارسية فلن يتنازل الايرانيون عن السي للسيطرة عليها ، فعملت على دعم الغزاة الامريكان لتخلص من حكم السني صدام حسين، لتأتي تابعين لها مذهبيا ليمسكوا بزمام الامور في العراق ليبدا الحكم الفارسي الشيعي للمنطقة، ولا ننسى التصريحات العارقية من المسئولين الشيعة كان اجرأهم عبدالعزيز الحكيم الذي قال بانه يجب دفع التعويض لايران عن ضحاياها في الحرب العراقية الايرانية بالاضافة الى سعيه الى تقسيم العراق الى اقاليم للاكراد والعراب السنة والاقليات الاخرى في الوسط والجنوب للشيعة طبعا.
وبعد سقوط صدام حسين بدأت الموجات البشرية الايرانية بالتوافد الى العارق ، كما تانهم صدروا للاعراق كل شي حتى ان هناك مناطق تبيع وتشتري بالتومان الايراني (التومان هو العملة الايرانية) فبسطوا سيطرتهم على العراق وهذا ليش عشوائيا وانما تنفيذا لخطط محكمة.
ماذا يفعل الامريكان
هل تفهم امريكا اهداف ايران و نواياها ودعمها وتسهيلاتها المباشرة وغير المباشرة لها؟ام انهم هم مغفلون سذج؟؟ في الواقع لا اعتقد انهم مغفلون ولا سذج ويعرف الامريكان ماذا يفعلون وكيف يتحركون والى اي مدى .
ولكن لكل حب نهاية ولكل جبل قمة ولكل حبل طرف، ويكون طول الفترة مرتبطا بفترة الصلاحية .. اي صلاحية المصالح المادية المشتركة بين الطرفين ، واما ان تعقبها فترة جمود وركود او فترة مشاكل واحتكاكات وقد تصل في النهاية للحروب او للاتفاقايات التي يهيمن عليها احد الاطراف.
ومن الملاحظ ان ايران طموحاتها كبيرة خاصة في المنطقة تتعارض مع مصالح امريكا والعديد من الدول في العالم.
ايران والسلاح النووي
من اهم الاسباب التي يدعو امريكا للدخول في حرب مع ايران هو سعي الاخيرة الى امتلاك سلاح نووي لم تعلن عنه ايران ولكنها على ارض الواقع تسعى الى امتلاحه لتحقيق اهدافها العقائدية وهيمنتها على العالم الاسلامي كهدف استراتيجي مذهبي يترجم من خلال الافكار التي نادى بها العديد من مشايخهم خلال الاربعمائة سنة الماضية.
وهذا الهدف يزعج امريكا لانها من خلالها لن تستطيع التأثير على حلفاؤها في الشرق الاوسط وخاصة ان الدولة الشيعية الجديدة سوف تمتد من باكستان الى لبنان وهذا لن يكون في صالح الامريكان فالتالي اما ان تتخلى ايران عن مجهوداتها العسكرية او يكون حالها حال الدول الاخرى المغلوب على امرها (الامثلة كثيرة في العالم)، وان العناد الايراني يقد يسرع في دخولها الى هذا النفق المظلم ليس على ايران وحدها وانما على المنطقة ككل.
من يحاصر من في العراق؟
كما ذكرت يعرف الامريكان مغزى مساعدة الايرانيون لهم ولكنهم في الوقت نفسه يحققون اهدافهم في المنطقة ومصالحهم، ولا يعنينهم ما يفعله الايرانيون ، وتقينوا من حجم الكارثة التي سوف تحل عليهم وتحل على المنطقة من خلال الواقع الذي تعرفوا عليه كثيرا بعد دخولهم لتلك الحروب، وتقديرهم لواقع المذهب الشيعي في العراق وارتباطه المباشر بالملالي في ايران، ولكني ارى كذلك ان الايرانيون استطاعوا ان يصدموا الامريكان بحقائق لم يكونوا يتوقعونها في العراق بالاضافة الى ما قامت به ايران من تطوير للالية العسكرية والسعي امتلاك السلاح النووي الذي من خلال بناؤها المفاعل النووية وتخصيب اليورانيوم بجلب المكثفات وغيرها لرفع درجة فعالية اليورانيوم، كل هذا تم تحقيقه منذ فترة وامريكا منهمكة في الحروب مع طالبان ومع القاعدة والعراق، وعندما تنبهت وصرح العسكريون انهم يحاصرون ايران رد الرئيس الايراني احمدي نجاد " انظروا من يحاصر من في العراق" ، وبالفعل فان الايرانيون ومن خلفهم الشيعة يُعدَون بمئات الالاف في العراق وهم الاكثرية والامريكان الاقلية ، فجاءت فكرة الانسحاب وتقليل الاعداد هناك خوفا على جنودهم، واذا حدثت حربا بين امريكا وايران فلن تحدث الا بعد الانسحاب الامريكي من العراق.
ماذا بعد هذين الهدفين؟
سؤال من الضروري طرحه الآن .. ماذا بعد؟ هل سيعلب الامريكان والايرانيين لعبة المصالح ليحقق كل منهما اهدافه؟ ام ستكون هناك نهاية لما يحدث على الساحة أومن وراء الكواليس؟
المتتبع للاوضاع السياسية يلاحظ ان هناك جهود حيثية من ايران لتطويل مدة لعبة المصالح وفتح قنوات جديدة وصناعة احداث تبعد الامريكان قليلا عن التفكير فيما تفعله ايران، كما ان للامريكان محاولات لايقاف الايرانيين عن التقدم نحو السيطرة على الخليج وتطوير آلتها الحربية السيطرة على العراق الى لبنان.
الان نجد انها فتحت جبهة جديدة وهى الحرب ضد الاكراد الايرانين ، وتهديد اسرائيل بضرب المفاعل النووي الايراني ، وتجربة ايران الفضائية كورقة ضغط تفتح التي يفهم منها دخول ايران الى عالم الصواريخ عابرة القارات التي فيها تهديد ضمني للعواصم الغربية.
كل هذه استفسارات ونقاط يجب التوقف عندها حينما نفكر بالعلاقات بين ايران وامريكا.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق